أكد الدكتور جمال سوسة رئيس جامعة بنها ان مؤسسات التعليم العالي قد شهدت العديد من جوانب التطوير فقد مرت بأكثر من جيل، فالجيل الأول نشأ بهدف التدريس فقط، ثم جاء الجيل الثاني للجامعات مع بداية الوظيفة الثانية للجامعة، وهي البحث العلمي، ومع زيادة الدعوة بضرورة زيادة الروابط بين الجامعة والمجتمع وخاصة مع مؤسسات العمل والتوجه نحو التعلم المستمر ظهر الجيل الثالث للجامعات، وهي جامعات لا تقتصر على وظيفتي التدريس والبحث العلمي فقط ، ولكن تسعى إلى خدمة المجتمع من خلال إعداد مهنين متخصصين ورواد أعمال.
جاء ذلك خلال افتتاح رئيس الجامعة فعاليات الملتقى العلمي الثالث لقسم تكنولوجيا التعليم والذى نظمته كلية التربية النوعية بالجامعة بعنوان " التطور التكنولوجي كمتطلب لجامعات الجيل الرابع" بحضور الدكتور ناصر الجيزاوى نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث ، والدكتور محمد إبراهيم عميد كلية التربية النوعية ورئيس المؤتمر ، والدكتورة ايمان عبد الحق عميد كلية التربية ، والدكتور هاني شفيق رئيس قسم تكنولوجيا التعليم ومقرر الملتقى ، والأستاذة شيرين شوقى أمين عام الجامعة ، ووكلاء الكلية ، وأعضاء هيئة التدريس ، والطلاب.
واشار رئيس الجامعة الى أنه مع تزايد التطورات التكنولوجية متعددة الأغراض والتي ساعدت علي انتشار النظام الشبكي، وظهور الذكاء الاصطناعي وأنواع الذكاء المختلط ما بين الذكاء البشري والذكاء الالي، الأمر الذي أدي إلى ظهور الجيل الرابع للجامعات ، والذي له رؤية إستراتيجية أكثر وضوحا من الأجيال السابقة وأكثر قدرة على خدمة البيئة المحيطة إذ أنها تركز على اكتساب العديد من المهارات الحديثة بالاضافة إلى أنها تستثمر التطور التكنولوجي الهائل في جميع وظائفها ، فهي جامعات ذكية تتضمن أحدث النظم العالمية من حيث البرامج الدراسية، وطرق التدريس، وتوفير المعامل وملاحقة التطورات العلمية الجديدة في مجالات النانوتكنولوجي، والبيوتكنولوجي، والطاقة الجديدة والمتجددة، والطاقة الذرية، والبيومتركس، والذكاء االصطناعي، وانترنت الأشياء، وغيرها.
وأوضح رئيس الجامعة أن جامعات الجيل الرابع لديها القدرة على تأهيل خريجين قادرين على استثمار ومواجهة تحديات الثورة الصناعية الرابعة واكتساب الفرصة التي تمنحها من خلال إكسابهم المهارات الضرورية لمواجهة متغيرات الزمن ولذلك فقد أولت الحكومة المصرية عامة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي خاصة اهتماما بالغا بكل هذه المتغيرات ، وتحظى تلك الخطوات بدعم عظيم من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال الدكتور جمال سوسة أن الطالب فى الجامعة شريك فى بناء الحاضر وتغيير المستقبل نحو الأفضل وهو أهم جزء فى منظومة التطوير ، مشيرا الى ان خطة الجامعة تقوم على خلق بيئة أكاديمية فريدة قادرة على التأثير الإيجابي بشكل أو بآخر في طبيعة العملية التعليمية وجعل المرحلة الجامعية خطوة على الطريق نحو الدخول بقوة لسوق العمل والحياة العملية.
وأضاف ان جامعة بنها تسعى دائما ، إلى مواكبة متطلبات سوق العمل من حيث البرامج الجديدة بالكليات لتصل الى مستويات عالمية تتواكب مع وظائف المستقبل والوظائف الخضراء ، مع مراعاة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والخامسة ودعم احتياجات الدولة بما يتيح القدرة على مواجهة تحديات المستقبل ، كما تخطو الجامعة بخطوات واضحة وثابتة في الطريق إلى جامعات الجيل الرابع، من خلال تطوير منظومة التحول الرقمي، والمضي قدما في مضمار الجامعات الذكية، حيث كان لجامعة بنها الشرف العظيم في إطلاق أول هاكاثون مصري على مستوى الدولة في موضوع المدن الذكية، خلال الفترة من 24 إلى 26 مارس 2022، وتعهدنا أيضا بإطلاق الهاكاثون الثاني بعنوان الحكومة الذكية في فبراير 2023 القادم.
وتابع رئيس الجامعة قائلا : نجحنا في رقمنة العملية التعليمية ، كما نجحنا أيضا في تطوير البنية التحتية التكنولوجية بكلياتها وإداراتها ومدنها الجامعية، وطورنا الخدمات والمواقع الإلكترونية، كما قدمنا العديد من التعاملات الخدمية والتعليمية والتدريبية الكترونيا في العديد من الجوانب ، و نسعى دائما لنكون في المقدمة بفضل جهود المخلصين من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والجهاز الإداري بالجامعة.
من جانبه أكد الدكتور ناصر الجيزاوي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث أن الجامعة حريصة على الاستثمار في المعرفة وتحسين مخرجات البحث العلمي وربطه بالصناعة واحتياجات المجتمع وذلك فى اطار الخطة الاستراتيجية للتكنولوجيا والعلوم والابتكار و رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
وأشار نائب الجامعة الجامعة الى ان جامعة بنها من أوائل الجامعات التي تضمنت خطتها الاستراتيجية غاية استراتيجية للوصول بالجامعة لجامعة رقمية وذلك باستثمار مردود مشاريع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي كانت تمول من وحدة إدارة مشروعات التطوير بوزارة التعليم العالي.
واضاف الجيزاوى أن الجامعة قامت بإنشاء أول حاضنة للتكنولوجيا الحيوية بهدف الاستفادة من مخرجات البحث العلمي والأفكار الابتكارية وربطها بالصناعة ، وكذلك حاضنة مدتيك، لتصنيع أجهزة طبية ومعملية مضيفا أن أهمية الحاضنة تأتي في نقل الجامعة إلى جيل جديد من الجامعات يستثمر في المعرفة وتحويلها إلى ثروة عن طريق توظيف المخرجات البحثية للأفكار المبتكرة والجديدة وتحويلها إلى نماذج أولية تؤسس عليها شركات ناشئة.
وقال الدكتور محمد إبراهيم عبدالحميد، عميد كلية التربية النوعية ببنها أن الملتقى يسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف منها، إلقاء الضوء على دور تكنولوجيا التعليم في التحول لجامعات الجيل الرابع، بالإضافة إلى إعداد معلم وأخصائي تكنولوجيا التعليم والحاسب الآلي في ظل الثورات الصناعية المتعاقبة، وكذا الكشف عن دور تكنولوجيا التعليم لمواجهة التحديات المستقبلية في ظل الثورات الصناعية والتحول لجامعات الجيل الرابع، لافتا إلى أن الملتقى يستهدف أيضا تحقيق رؤية الدولة في سعيها للتحول للجامعات الذكية والشراكات مع الجامعات العالمية، وتوافر دوائر علمية بين التخصصات المختلفة و تخصص تكنولوجيا التعليم بالجامعات المصرية والعربية، في ضوء التحول لجامعات الجيل الرابع، و التمكين الرقمي والقدرة على التعامل مع البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء وتطوير أنظمة التعلم الإلكتروني.
واشار الدكتور هاني شفيق رمزي، رئيس قسم تكنولوجيا التعليم ومقرر الملتقي، الى أن المحاور التي ستتم مناقشتها خلال فعاليات الملتقى تتمثل في التمكين الرقمي للمعلم والمتعلم كمتطلب لجامعات الجيل الرابع ، بالإضافة إلى مستقبل واقع أودية العلوم وريادة الأعمال والحاضنات التكنولوجية بالجامعات المصرية، وأيضا واقع ومستقبل ودور أقسام تكنولوجيا التعليم في ظل التحول لجامعات الجيل الرابع، كما تتضمن المحاور الدوائر العلمية بين تخصص تكنولوجيا التعليم والتخصصات الأخرى كمتطلب لجامعات الجيل الرابع، وأيضا الاتجاهات البحثية وفق متطلبات سوق العمل والثورة الصناعي الرابعة والخامسة من منظور جامعات الجيل الرابع، وبيئات التعلم الذكية والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء وتطوير أنظمة التعلم الإلكتروني للتحول لجامعات الجيل الرابع.